محمد أسوار- الداخلة
ارتفع عدد البعثات الدبلوماسية التي افتتحتها المملكة المغربية، بالصحراء المغربية إلى 24 قنصلية أجنبية، وذلك عقب تدشين ستة دول جديدة؛ رسميا؛ اليوم الخميس 31 مارس الجاري؛ قنصلية عامة لها بمدينة الداخلة.
وأشرف على حفل الافتتاح الرسمي، وزير الخارجية والتعاون الافريقي؛ ناصر بوريطة، بحضور وازن لوزراء دول افريقية؛ أبرزهم رئيس وزراء كومنولث دومينيكا، روزفلت سكريت، الذي قص؛ إلى جانب بوريطة؛ شريط تمثيلية ستة دول من منظمة دول شرق البحر الكاريبي، لتنضاف إلى 18 دولة كانت قد فتحت قنصليتها في وقت سابق في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وحضر أيضا حفل تدشين القنصلية العامة لمنظمة دول شرق البحر الكاريبي؛ وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والعلاقات مع الجالية بالخارج بكومنولث دومينيكا كينيث داروكس.
وفي هذا الصدد؛ قال ناصر بوريطة، إن افتتاح قنصلية تمثل ست دول دفعة واحدة، يبرهن على ”الدعم المتزايد لمغربية الصحراء وتعزيز لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.
واستحضر بوريطة، خلال لقاء صحفي مشترك مع رئيس الوزراء كومنولث دومينيكا، العلاقة ”القوية التي تجمع البلدين والتي تعود إلى أزيد من ست سنوات؛ أي منذ اللقاء الذي جرى بين الملك محمد السادس وسكيريت”؛ ثم شهدت بعد ذلك ”تطورا مهما جدا في كل المجالات”.
بعد حفل التدشين مباشرة، جرى افتتاح المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال؛ الذي قال عنه وزير الخارجية بوريطة، إنه يأتي لأربع اعتبارات، يتجلى أولهم في أنه يتم استغلال أزيد من 300 مليون شخص في العالم في النزاعات؛ قرابة 15 في المائة منهم فتيات.
وأبرز أن المركز يأتي نظرا لوجود حاجة على المستوى الدولي لمواجهة ظاهرة استغلال الأطفال في النزاعات المسلحة؛ قبل أن يوضح بوريطة في معرض حديثه، خلال تصريح صحفي بمدينة الداخلة، أن مواجهة الظاهرة تعترضه صعوبات، نظرا لتفاقمها.
أما الاعتبار الثاني، وفق بوريطة دائما، في افتتاح هذا المركز بالأقاليم الجنوبية للمملكة، فتتمثل في المقاربة المغربية إزاء هذا المشكل، من خلال رؤية الملك محمد السادس التي يطبعها ”الهدوء لفهم المشكل قبل معالجته”، مشددا على أن نفس المسار اتخذته قضية الهجرة بفتح مختبرا لها، من أجل جمع معطيات وأرقام حولها. ونفس الأمر ينطبق الآن على تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة فـ ”المغرب افتتح هذا المركز الدولي لفهم الظاهرة أيضا”، وهذا يحتاج، حسب بوريطة دائما؛ إلى نوع من ”البحث والمعرفة باش نعرفو فاش كندويو… لخلق الأجوبة المناسبة”.
وأوضح أن مقاربة الملك محمد السادس والمغرب لهذه الإشكالات الدولية، يحضر فيها دائما جانب ضبط المعرفة للظاهرة قبل إيجاد حلول لها”.
الإعتبار الثالث؛ وفق المتحدث نفسه، فيكمن في وجود دينامية دبلوماسية جديدة؛ في الوقت الراهن، من خلال تواجد هذا الكم من القنصليات وتوافد بعض البعثات. وفتح مركز دولي يأتي تماشيا مع الأمر. مبرزا أن مدينة الداخلة تعد مدخلا اقتصاديا ودبلوماسيا وسياسيا جديدا لافريقيا، ويجب بالموازاة مع ذلك أن يكون لها أيضا طابعا أكاديميا من خلال مثل هذه المراكز الدولية.
وبخصوص الإعتبار الرابع، فشدد بوريطة على أنه ”شاهدنا صورا ودلائل تبين استغلال الأطفال من قبل ميلشيات البوليساريو وبالتالي التعامل معها يجب أن يكون بحزم، ونظهر للعالم، انطلاقا من الداخلة، ما تقوم به هذه المليشيات من إجرام في حق الإنسانية”.
من جهته قال عبد القادر الفيلالي، مدير المركز، في تصريح لجريدة ”24 ساعة” إن المركز ستكون له فروع عبر العالم؛ خصوصا في أوربا وشرق أسيا وأمريكا اللاتينية، ومهمته، في درجة أولى، هي ”الترافع أمام المنظمات الدولية لمنع تجنيد الأطفال واستغلالهم في النزاعات المسلحة”.
وأوضح الفيلالي، في معرض رده على سؤال حول وجود أدلة على استغلال جبهة البوليساريو الانفصالية للأطفال في النزاعات، قائلا بأن ”الحجج المتوفرة دامغة ولا تحتاج إلى الكثير من الشرح”، محملا الجزائر المسؤولية الكبيرة في ذلك.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة باتت تشهد ”تزايدا مخيفا” في العالم برمته، وهو ما يسائل المنتظم الدولي، مبرزا أن المركز سيعمل مع ثلة من الباحثين في مختلف مناطق النزاعات بدون استثناء.
وشدد على أن القيمة المضافة للمركز الدولي الجديد، تتمثل في ”ريادته على الصعيد العالمي بشكل دقيق”.
وشارك في حفل افتتاح المركز، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين في الخارج، مامادو تانغارا، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لاتحاد جزر القمر، المكلف بالجالية والفرنكفونية، ظهير ذو الكمال، ونائب وزير خارجية الصومال، محمود عبدي حسن، ووزيرة الدولة للتعاون الدولي في غينيا بيساو، أودي فاتي.