يبدو أن إلياس العماري لن يكتفي بمغادرة سفينة البام فقط، إذ كشفت مصادر مقرّبة منه لـ”24 ساعة” أن العماري يتجه، في الأيام القليلة المقبلة، نحو تقديم استقالة ثانية، وهذه المرّة من رئاسة جهة طنجة -تطوان -الحسيمة.
وكان العماري قد تولى رئاسة هذه الجهة عقب الانتخابات الجهوية والجماعية قبل سنتين (2015). وتابعت المصادر ذاتها أن دافع العماري إلى تقديم هذه الاستقالة هو رغبته في “فسح المجال أمام طاقات جديدة” داخل حزب الأصالة والمعاصرة وانسجاما مع قرار الانسحاب من قيادة الحزب المذكور، إذ لا يمكن الانسحاب من الأمانة العامة دون الاستقالة أيضا من رئاسة جهة “الشمال”.
وتابعت المصادر ذاتها أن العماري أخبر محيطه القريب بأنه ينوي الاستقالة من الجهة موازاة مع انسحابه التام من قيادة البام، وفق ما أعلن عنه في الاجتماع الأخير للمكتب السياسي للحزب.
وتابعت المصادر ذاتها أن العماري كان قد طرح فكرة ترك رئاسة الجهة منذ اندلاع ما سمي “حراك الرّيف” وتفاقم حدته منذ ماي الماضي، كردّ فعل على “فشل الجميع في تدبير أزمة الريف”، قبل أن يعدِل عن الفكرة.
ولم يؤكد العماري أو ينفِ نيته الانسحاب من رئاسة الجهة، مكتفيا بالقول إن لديه شركاء فيها وإنه لا يمكنه اتخاذ مثل هذا القرار لوحده، فيما أكدت المصادر المقربة منه أن استقالته من رئاسة طنجة -تطوان -الحسيمة صارت أمرا شبهَ محسوم، في انتظار الإعلان الرّسمي عن الاستقالة.
ويُتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل اجتماعات ماراطونية لكافة أجهزة الحزب التقريرية، وعلى رأسها المكتب السياسي، لمناقشة هذه المستجدات المتواترة، والتي يبدو أنها تضع حزب الجرار في مفترق الطرق، خصوصا إذا قدّم العماري استقالته المنتظرة من رئاسة الجهة، بعد استقالته سابقا من الأمانة العامة لـ”البام”.