دير يوسف المرزوقي – الرباط
تبنت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب سياسة جديدة ترتكز على أحدث الأساليب العلمية، بغرض الحفاظ على الطرق السيارة بالمغرب، عبر إصلاحات كبرى، تشمل أيضا تحديد الأولويات لإنجاز أشغال صيانة البنية التحتية للطرق السيارة.
ورصدت الشركة المغربية للطرق السيارة بالمغرب، في تكوين منظومة مغربية متخصصة في مجال الصيانة وإصلاح قارعة الطرق السيارة، استثمارا سنويا يبلغ 500 مليون درهما.
”لوتوروت” عمر افتراضي وصيانة مستمرة
في جميع بلدان العالم؛ تتميز قارعة الطريق السيار بعمر افتراضي محدود وتتطلب صيانة مستمرة. وعلى غرار منشآت الهندسة المدنية الأخرى، فإن قارعة الطرق السيارة لها عمر افتراضي محدود يقدر ما بين 10 و 15 سنة. وهو عمر قصير نسبيًا مقارنة بعمر منشآت الطرق السيارة الأخرى(50 سنة للقناطر على سبيل المثال)، وبالتالي تتطلب قارعة الطريق السيار صيانة مستمرة لقارعة الطريق من أجل الحفاظ عليها في حالة جيدة.
وتتمثل العوامل الرئيسية التي من المحتمل أن تسبب تدهور قارعة الطريق السيارة في؛ حجم حركة المرور، الأضرار المترتبة عن مركبات البضائع الثقيلة، والظروف المناخية، وخاصة هطول الأمطار والتغيرات المفاجئة في درجات الحرارة. تؤدي هذه العوامل المختلفة إلى تدهور الحالة التشغيلية والهيكلية لقارعة الطريق السيار، في البداية بشكل بطيء خلال السنوات الأولى من الاستغلال، ثم بطريقة متسارعة مع تقادم الطريق السيار.
نظام معلوماتي متطور لصيانة الطرق السيارة
في إطار سعيها المتواصل للحفاظ على الطرق السيارة، تولي الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أهمية قصوى لصيانة البنية التحتية، ولا سيما الإصلاحات الكبرى للقارعة، وذلك بهدف حفظ الطرق السيارة وتعزيز شروط السلامة والراحة لمستعمليها.
وتعتمد الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب على أساليب علمية وآليات تكنولوجية متطورة لبرمجة صيانة شبكة الطرق السيارة.
كما تحافظ الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب على شبكة الطرق السيارة الوطنية بآليات علمية وتكنولوجية متطورة، بهدف الاستفادة القصوى من الميزانيات المخصصة والزيادة في نجاعة هذه الصيانة.
تمتلك الشركة أداة متقدمة لـ “إدارة الأصولAsset Management” تتكون من نظام معلومات يمكن من تقسيم وتشفير شبكة الطرق السيارة على شكل خرائط رقمية، بالإضافة إلى جمع البيانات بشكل دوري عن حالة قارعة الطريق السيارة ، وتقييم حالتها وتحديد أولويات المقاطع المراد صيانتها.
يُزود النظام المعلوماتي بشكل دوري عن طريق قياسات من أجهزة الفحص المختلفة تعتمد على معدات متطورة (أجهزة إلكترونية، وحدات ليزر، كاميرات فيديو،نظام تحديد المواقع العالمي GPS.. إلخ). ثم يتم تحليل هذه البيانات من قبل فريق من المهندسين والخبراء لتقييم تدهور الطبقات المختلفة لقارعة الطريقالسيار، وتحديد أولويات الصيانة وفقًا للمؤشرات التي تم قياسها على مقاطع مختلفة.
وفي هذا الصدد أيضا؛ طورت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب خبرة متميزة في تصميم الحلول المستدامة لتقوية قارعة الطرق.
فمجرد تحديد مقاطع الطريق السيار ذات الأولوية، بعد تحليل المؤشرات التي تم قياسها وحسابها على مستوى النظام المعلوماتي، يتم البدء في مرحلة من الدراسات المعمقة، من طرف خبراء محليين ودوليين، وكذا المختبرات المتخصصة في هذا المجال.
بعدها؛ يتم القيام بجولة ميدانيةمن أجل تشخيص جيد لحالة قارعة الطريق السيار وتفسير الميكانيزمات التي أدت إلى تدهورها. بعد ذلكيقوم المختبر الوطني المختص بأخذ عينات من مختلف طبقات القارعة لقياس الخصائص المتبقية لهذه الطبقات.
تزود هذه التحقيقات الإضافية فريق المهندسين والخبراء ببيانات مفيدة تستند إلى معايير علمية.
وعلى أساس كل هذه العناصر، تقوم الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، بتطوير برنامج مندمج لصيانة قارعة الطرق السيارة يشتمل على:
• برنامج الصيانة الروتينية: يتألف من إصلاحات موضعية (سد الشقوق، ردم الحفر.. إلخ) بهدف الحفاظ مؤقتًا على الخصائص التشغيلية لقارعة الطريق في انتظار الصيانة الدورية؛
• برنامج الصيانة الدورية: يتكون من معالجات عامة (تقوية، إعادة تأهيل ، إلخ) تهدف إلى استعادة الخصائص التشغيلية والهيكلية لقارعة الطريق. وهوما يعرف بالإصلاحات الكبرى.
يعمل أطر الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب أيضًا على التدبير الأمثل للميزانيات المرصودة للصيانة بشكل مستمر من خلال إدخال تكنولوجيات جديدة لتحديد الأولويات وتقنيات الصيانة، من أجل تحسين متانة قارعة الطريق وتوفير أفضل ظروف الراحة والأمان للزبناء-مستعملي الطرق السيارة.
وقامت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب ببناء وتكوين منظومة مغربية متخصصة في مجال صيانة وإصلاح قارعة الطرق السيارة.
إصلاحات كبرى
تستند الإصلاحات الكبرى، بطبيعتها وإكراهاتها وتقنياتها، إلى منهجية مختلفة عن تلك الخاصة بأشغال بناء البنية التحتية. فإذا كانت هذه الأخيرة موزعة على عدة كيلومترات، فإن الإصلاحات الكبرى تتطلب مقاربة محددة، وتنظيمًا أكثر دقة للعمل في مقاطع صغيرة، وفي وقت وجيز جدا، وذلك للتقليل من إزعاج مستعملي الطرق السيارة وتقليص الانحرافات.
لهذا جعلت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغربمن الإصلاحات الكبرى مهنة في حد ذاتها. حيث نجحت في بناء وتكوين، منظومة مغربيةمتخصصة في مجال صيانة وإصلاح قارعة الطرق السيارة، مستندة في ذلك علىخبرات دولية.
تعد الخبرة التي تتميز بها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، ثمرة التجارب التي طورتها فرقها المتخصصة بشراكة مع مؤسسات وطنية (المختبر العمومي للتجارب والدراساتLPEE ، المركز الوطني للدراسات والأبحاث الطرقيةCNER ، إلخ) و مؤسسات دولية (مركز الدراسات والخبرات حول المخاطر والبيئة والتهيئة CEREMA، المعهدالفرنسي للعلوم و تكنولوجيا النقل والتنمية والشبكاتIFFSTAR.. إلخ). كما تعمل الشركة أيضًا على استدامة ومشاركة خبرتها في تدبير مشاريع البنية التحتية من خلالفرع الخبرة التقنية التابع لهاADM PROJET ، سواء في المغرب أو مع شركائنا الأفارقة.
أوراش كبرى
يتكون برنامج 2021-2023 الخاص بالإصلاحات الكبرى لقارعة الطرق من تسعة أوراش موزعة على مناطق مختلفة تغطيها شبكة الطرق السيارة، ويبلغ إجمالي طولها 226 كلم بتكلفة إجمالية 1.1 مليار درهموقدتم اعتماد استراتيجية تصنيف جديدة في هذا البرنامج من أجل توزيع أمثل لمختلف مقاطعالأشغال بين مكونات المنظومة المغربية.
لذلك، ستكون المقاطع التالية موضوع إصلاحات كبرى خلال الفترة من 2021 إلى 2023:
– الرباط – مولاي بوسلهام على مسافة 24 كلم.؛
– القنيطرة – سيدي اليمني على 31 كلم.؛
– سيدي اليمني – أصيلة على 16.7 كلم.؛
– طنجة – ميناء طنجة المتوسط بطول 20.3 كلم ؛
– الرباط – مكناس على 35.5 كلم ؛
– مكناس فاس: 32 كلم؛
– فاس – وجدة: 17.4 كلم ؛
– لوداية – شيشاوة: 33 كلم.؛
– شيشاوة – اكادير على مسافة 16.6 كلم.