الرباط-عماد مجدوبي
في إطار سلسلة الندوات التي ينظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج، ضمن مشاركته المتميزة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، سلط مجموعة من الخبراء والأساتذة الجامعيين الضوء على معطيات يتم الكشف عنها لأول مرة في قضية الصحراء المغربية، وذلك في إطار ندوة “الترافع حول الصحراء المغربية منطلقات قيمية”، التي احتضنها رواق المجلس أمس الثلاثاء وعرفت حضورا مكثفا لعدد من الباحثين والمهتمين وعموم الزوار الذين جاؤوا لتملك عناصر الدفاع عن قضيتنا الأولى.
وأكد الخبير السياسي عبد الفتاح نعوم أن المغرب هو من دافع عن تحرر شعوب، وهو صاحب النضال من أجل تصفية الاستعمار الإسباني والفرنسي، بما في ذلك داخل الجزائر. وأوضح أن أول خطاب لزعيم عربي داخل الأمم المتحدة، بعد استقلال المغرب سنة 1956، كان للمغفور له الملك الراحل محمد الخامس، وكان مضمونها يدور حول تصفية الاستعمار في منطقة المغرب العربي، وعلى رأسها الجزائر.
من جانبه طرح نور الدين بلحداد، أستاذ التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، والذي اشتغل على مختلف الوثائق المتعلقة بالصحراء المغربية، أسئلة وصفها بالحارقة حيث قال: “لماذا هذا الصمت الرهيب لفرنسا حول مغربية الصحراء”، مشيرا إلى أن باريس إلى يومنا هذا لا تعترف بحقوقنا التاريخية والسيادية والدينية على الصحراء المغربية. وأبرز بلحداد، وهو يطرح نفس السؤال بالنسبة لبريطانيا، أن الأخيرة كانت أول من احتل المنطقة من 1878 إلى 1895، حيث ناضل مولاي الحسن الأول ومولاي عبد العزيز لمدة 20 سنة من أجل إنهاء هذا الاحتلال.
وأكد بلحداد على ضرورة استحضار ما قام به العرش العلوي المجيد في الدفاع عن مغربية الصحراء، بما في ذلك الصحراء الشرقية. وأضاف: “أنا أفتخر بملكي وأجداده عندما أغوص في التاريخ، حيث إنني أشعر بفخر كبير لأن لنا تاريخ في بلادنا”. وأشار بلحداد، في سياق حديثه عن عدد من المعطيات غير المعروفة، أن السلطان محمد الثالث قام بشراء 2400 أسير جزائري في سنة 1763 من كارلوس الثالث، وإذا كان قد اعترف باستقلال أمريكا، فإنه أعلن الحرب عليها بسبب الجزائر وطرابلس وتونس.
إلى ذلك سجل عبد الرحيم المنار اسليمي، الأستاذ الجامعي بكلية الحقوق أكدال، أن مبدأ تقرير حق المصير اختفى منذ الستينات بالنظر الى ضعفه ضمن القواعد القانونية الدولية، معتبرا أصبح بدون أساس صلب. وأبرز أن البوليساريو منذ ثلاث سنوات لم تعد قادرة على استخدام البعد الديني ضمن ترافعها وذلك عبر زاوية البصيرية التي تتواجد بكل من الصحراء وإقليم ازيلال، فيمااعتبر أن ملف الصحراء المغربية يمتاز بمجموعة من الزوايا للدراسة والتحليل تمزج بين التاريخ والانتروبولوجيا والبعد السوسيولوجي.
وتكشف البنية السوسيولوجية في كلمة اسليمي أن مجموعة من القبائل بالعمق المغربي هي ذات أصل صحراوي ولها امتداد على طول جغرافيا المغرب. ولفت اسليمي أنم الجزائر تستخدم مصطلحات حق تقرير المصير و الحدود الموروثة عن الاستعمار بينما تعد حجة تتناقض على مستوى القانون الدولي، داعيا في ذات السياق الى ضرورة فتح ملف شهداء المعارك وسجناء حرب الرمال، لتدقيق التاريخي والعلمي لهذه الفترة الزمنية .
وأكد اسليمي أن عودة ملف الصحراء الشرقية الى التداول الدولي لدى الرأي العام، يأتي جراء التحول الحاصل في الملف والذي أضعف الطرح الانفصالي للبوليساريو، مشددا في ذات السياق لمسؤولية فرنسا التاريخية خصوصا مع ارتفاع المخاطر تجاه المغرب الذي تحول خلال السنوات الأخيرة الى قوة إقليمية .