كشفت صحيفة ” لا نفورماثيون” أن الحكومة الإسبانية، تبحث عن تلميع صورتها ” بأي ثمن”، مع أمريكا؛ إلا أن ذلك لم يتأتى لها، حيث لم يحظى ، بيدرو سانشيز، سوى بصورة في ثوان معدودة مع بايدن، خلال قمة حلف ”الناتو”.
وأوضحت أن أحلام وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، في القيام بزيارة إلى واشطن تبخرت. في حين تمكن وزير خارجية المغرب، ناصر بوريطة، من عقد لقاء ”تاريخي” مع نظيره الأمريكي، انتوني بلينكن، أعرب خلاله الأخير؛ علنا؛ عن ”امتنانه لوزيرة الخارجية المغربي”، وقال إن أمريكا والمملكة ” تربطهما علاقة متينة وطويلة الأمد نريد تقويتها وتعميقها”.
الجريدة الإسبانية الذائعة الصيت، استعرضت مظاهر ”فشل” الدبلوماسية الجارة الشمالية، مقابل ”النجاحات” المحققة من قبل نظيرتها في المغرب، وأوردت أنها صارت ”تُخيف” إسبانيا، التي تريد المضي قدما في العلاقات بين واشنطن ومدريد.
وقالت الصحيفة إن الدبلوماسية المغربية، ذهبت أبعد من ذلك، حين جدد بلينكن موقف الإدارة الأمريكية السابق، القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء وأبدى المسؤول الأمريكي رغبته في الحديث مع بوريطة حول ”العمل والجهود” التي يقوم بها المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى المنطقة.
وأشارت إلى أن بوريطة كان أكثر حماسة في لقائه مع نظيره الأمريكي، حيث استعرض الأجندة المهمة التي قادته إلى زيارة أمريكا، وتشمل بالأساس ”إثراء الحوار الاستراتيجي والتعاون العسكري وسبل الدفاع على مصالحنا المشتركة، مشددة على أن بوريطة، وضع المغرب سيلعب دورا محوريا في قضايا إقليمية وعالمية بارزة، أبرزها ”تغير المناخ والتطرف في ليبيا وبقية افريقيا”.
وأبرزت الصحيفة أنه بغض النظر عن التصريحات، فإن أمريكا تحافظ على دعمها لمغربية الصحراء، وأن بايدن جدد التأكيد على عدم سحب مرسوم في الأمر، وقعه سلفه ترامب.
في الجانب الإسباني، رصدت الصحيفة جملة من ”الإخفاقات” الدبلوماسية لحكومة سانشيز، منها تلك الثلاثين ثانية النادرة بين الأخير وسانشيز في قمة ”الناتو”، وإجتماع ”بارد” عقده بلينكن وألباريس يوم 6 أكتوبر الماضي، على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) ، المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس.
وأفادت الصحيفة أن ذلك ”حصاد ضئيل مقارنة بما حصلت عليه الرباط في أسبوع واحد فقط”. مشيرة إلى أن هذا النجاح الدبلوماسي المغربي وتفوقه على إسبانيا، سببه أن المغرب يعرف ”كيف يلعب أوراقه بشكل جيد وبدقة متناهية.
وقالت الجريدة إن سبب زيارة بوريطة إلى واشنطن، هو إبلاغ الإدارة الأمريكية شخصيًا بزيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ، بيني غانتس ، إلى الرباط ، الأسبوع الجاري ، للتوقيع على ”اتفاقيات تاريخية بين دولتين كان في الماضي عدوين من الدرجة الأولى”.
وذكرت الصحيفة أنه بمجرد التفكير في كون القوات الإسرائيلية ستطأ أراضي المملكة، وفق ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي، حين قال إن الاتفاقيات الموقعة بين الرباط وتل أبيب، ستسمح بإجراء تدريبات عسكرية مشتركة، يثير أعصاب كل من الجزائر وإسبانيا.
وكشفت الصحيفة، أنه في ظل هذا الوضع، فإن وزارة ألباريس، تلتزم ‘‘التكتم’‘، وهي تراقب المشهد وهو يتشكل من جديد في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وأكدت أنه رغم محاولة الدبلوماسية الإسبانية مجاراة الأحداث، تظل مدريد منغمسة في البحث عن صورة لها وسط كل ما يدور و”الأسوأ ألا تصل إلى ذلك”.