بعد أزيد من ستة ساعات من المداولة اسدلت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء الستار عن الطور الأول من محاكمة توفيق بوعشرين، وبعد عرض مفصل الأدلة القاطعة لفصول جريمة الاغتصاب والاتجار في البشر التي تعود بنا إلى سيناريو الحاج الثابث في القرن الماضي .
بعد انتظار طويل مع توالي الشهور قال القاضي بوشعبب فارح، رئيس هيئة الحكم، كلمته الفاصلة التي توحي بأن توفيق بوعشرين لا يمت بشبه الى جمال خاشقجي التي حاول اصدقائه تسيس ملفه وربطه بالسعودية والإمارات..وحصار قطر..لكونهم حاول نسيان الجريمة الشيطانية، التي لم يكتفي برفع عصا سلطته الظالمة في وجه المغلوبات على أمرهن ولكنهما اختارا أن يوثقا أفعاله الإجرامية دون شفقة أو رحمة .
لقد عمل إخوان بوعشرين في التيار الإسلامي على العب على الورقة السعودية والإماراتية ، وعلى أن كون السعودية واحدة من اسباب محاكمة بوعشرين، في استغلال سياسي واللعب على ورقة حصار قطر ..والعمل على تسيس قضية جريمة نكراء واضحة كل المعالم.
لقد حاول تيار “الإخوان” واصدقاء بوعشرين والذين يشتغلون على تسيس ملف بوعشرين على شيطنة القضاء والمؤسسات، لتبرئته من جريمة مصورة وتحمل في يديها كل الدلائل والحجج والتي دارت رحاها في قلب مؤسسته الإعلامية .لقد جند ” إخوان” توفيق بوعشرين كل الأطراف لعب دور محامي الشيطان وتبرئة أمام حقائق ووقائع ووثائق وصور قدمت أمام النيابة العامة التي قالت كلمتها .
كان عن “إخوان” توفيق بوعشرين ان يعلموا انه ارتكب جريمة كاملة الفصول وانه لا يمكن ان يهرب من القانون، وأن الحكم الصادر في حقه ليس صنيعة السعودية أو الإمارات كما يتوهم “الإخوان”. القضاء اليوم قال كلمته في حق رجل يتلذذ بجرائمه ولا يمل من توثيق أفعاله المنافية للقانون والأعراف التي توافق عليها سائر المواطنين ، ولأن القانون أسمى من أن يشخصن ويفصل على مقاييس هذا أو ذاك، جاء الحكم على بوعشرين دالا من جهتين: أولاهما أن بوعشرين ك”مغتصب متسلسل” يمثل نموذجا يجب اسقاطه وعزله عن المجتمع بكل القسوة المطلوبة تفاديا لتكرار تجربة الحاج ثابت وثانيتهما أن لا يضع وزنا للمحاولات البائسة التي سعت الى تحويل بوعشرين من مجرم الى ضحية يتباكى عليها من لا يرون في الدولة الا عصاها الغليظة.