عبد الرحيم زياد ـ بوجدور
صورتين ومنطقين متناقضين ، في حاجة إلى كثير من التأمل والتدبر من طرف من لم يفهموا حقيقة الأمر بعد، أو أنهم فاهمون و يتظاهرون بعدم الفهم.
الصورة الأولى من مدينة بوجدور للمواطنة سلطانة خيا، يوم الاثنين 8 مارس الجاري، في اليوم العالمي للمرأة، وهي تطل من نافذة منزلها تلوح بعلم الجمهورية الصحراوية الوهمية بكل حرية و قناعة ذاتية من طرفها، نختلف معها جملة وتفصيلا، صحيح أنها صورة مستفزة و غير مستساغة من طرف الكثيرين، لكنها في ذات الوقت هي مؤشر على اتساع هامش الحرية والتعبير في الأقاليم الجنوبية المغربية، وكيف يتم استغلال ذلك من أجل نشر الأضاليل المضللة وألاوهام والواهمة.
الصورة الثانية ، من مخيمات تندوف حيث الوضعية المأساوية للنساء والفتيات بمخيمات تندوف، على التراب الجزائري، ودقت منظمة غير حكومية صحراوية ناقوس الخطر، حيال ما يجري و حرمانهن بشكل ممنهج من حقوقهن الأساسية، وفق ما يؤكده “عثمان بنطالب” عضو “الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكيف جرى تحويل هؤلاء النساء، إلى مجرد آلات للإنجاب بهدف تعزيز صفوف نظام لا يهمه إلا خدمة مصالحه، تتكبدن معاناة مريرة بسبب أوضاعهن الهشة وانتزاع أبنائهن من بين أحضانهن بشكل قسري ونقلهم نحو بلدان بعيدة لتربيتهم على إيديولوجية الحقد”.
في ذات سياق، تؤكد المديرة التنفيذية للمركز الأوروبي للتنمية البشرية (السويد) “خضرة الهير” على أن الحق في حرية التعبير والتنقل “لا يعادله سوى الحق في الحياة، وهو أساس التمتع الكامل بباقي الحقوق في كل دولة تعتبر نفسها ديمقراطية”.مشيرة إلى “الحالة الصادمة” التي تمثلها مخيمات تندوف، بالجزائر، “حيث يرزح آلاف الأطفال منذ عقود تحت ظروف لا إنسانية، ويقبعون تحت الحصار والمعاناة دون أن يحرك العالم ساكنا”.
وقالت إنه “من غير المعقول أن يعيش آلاف الأشخاص منذ 39 سنة في مخيمات متهالكة، محاصرين ومحرومين من أي حق في التعبير أو التنقل بحرية”.
خلاصة القول مما سبق، فإن الإفلاس الأخلاقي الذي يحاول من خلاله “عماة البصر والبصيرة” و “قساة القلوب” التفريق بين افراد الأسرة الواحدة بزرعهم إيديولوجيا الابتزاز وتشتيت العائلات حتى ولو كانت على بعد أمتار من “زعامات ” يعيشون لوحدهم رغد العيش ونعيمه، سواء هنا أو هناك في مخيمات الحمادة، غير آبهين بمعاناة وقهر المحتجزين والمحتجزات .