الرباط-عماد مجدوبي
كشف موقع ”ديفانسا” المتخصص في الشأن العسكري، أن المغرب وفي خطوة هامة لتعزيز قدراته الدفاعية، أقر قانونًا لتسريع توطين الصناعة العسكرية الوطنية من خلال إنشاء منطقتين صناعيتين مخصصتين لهذا المجال.
ويهدف هذا القرار، الذي تم الإعلان عنه خلال مجلس الوزراء برئاسة الملك محمد السادس، وفق المصدر، إلى احتضان الصناعات المتعلقة بمعدات الدفاع والأمن، وأنظمة الأسلحة والذخيرة.
وشدد الموقع المتخصص على أن هذا التطور، يأتي في إطار الجهود الدؤوبة التي يبذلها المغرب لتعزيز استقلاليته الصناعية في مجال الدفاع، مما سيُمكنه من مواجهة التحديات الأمنية المتغيرة في المنطقة بشكل أفضل، ومواجهة التهديدات المحتملة.
تعاون عسكري متنامٍ مع دول كبرى
في السنوات الأخيرة، سعى المغرب إلى تعزيز تعاونه العسكري مع دول كبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل. وشهدت العلاقات المغربية الإسرائيلية على وجه الخصوص تقدمًا ملحوظًا منذ توقيع الإعلان الثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة في عام 2020، والذي أدى إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفق المصدر نفسه.
وتم تعزيز هذا التعاون بشكل أكبر من خلال توقيع المغرب وإسرائيل لمذكرة تفاهم غير مسبوقة في مجال التعاون العسكري والأمني عام 2021، مما فتح الباب أمام مشاريع مشتركة في مجالات الصناعات الدفاعية والتكنولوجيا العسكرية المتقدمة. يضيف المصدر.
وتشمل مجالات التعاون التي تم تسليط الضوء عليها بين البلدين:
– توريد الطائرات بدون طيار: تُعد الطائرات بدون طيار عنصرًا هامًا في حرب العصر الحديث، ويسعى المغرب إلى تعزيز قدراته
في هذا المجال من خلال التعاون مع إسرائيل، التي تُعد رائدة عالميًا في تصنيع الطائرات بدون طيار.
• أنظمة الدفاع الجوي: تهدف الاتفاقيات بين المغرب وإسرائيل إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي للمغرب، بما في ذلك أنظمة مضادة للصواريخ والطائرات.
• قاذفات الصواريخ: تشمل التعاونات في هذا المجال تطوير وتصنيع قاذفات صواريخ حديثة تلبي احتياجات القوات المسلحة المغربية.
• الأمن السيبراني: يُدرك المغرب أهمية الأمن السيبراني في العصر الرقمي، ويسعى إلى تعزيز تعاونه مع إسرائيل في هذا المجال لحماية بنيته التحتية الرقمية من التهديدات المتطورة.
مُصنعان إسرائيليان في المغرب
ذكر موقع ”ديفانسا”، أن تصريحات مسؤولين إسرائيليين، كشفت عن نية شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية، افتتاح مصنعين في المغرب. سيشمل هذان المصنعان إنتاج طائرات بدون طيار، وخاصةً طائرات الكاميكاز، بالإضافة إلى تصنيع الذخيرة.
تعاون مع الولايات المتحدة
واستعرض الموقع جوانبا من التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، حيث عززت المملكة أيضًا شراكتها العسكرية مع الولايات المتحدة. ومن أبرز مظاهر هذا التعاون اتفاقية التعويض الصناعي مع شركة ”بوينغ”، الموقعة في فبراير 2023، والتي تهدف إلى توسيع برنامج اقتناء طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي الذي تم إطلاقه عام 2019.
كما أعلنت شركة ”برات آند ويتني” في يونيو 2023 عن تأسيس شركة “برات آند ويتني المغرب” (PWM) في الدار البيضاء، والتي ستختص بإنتاج أجزاء ميكانيكية وهيكلية مُفصلة لمحركات طائرات مختلفة.
وخلص الموقع إلى أن إنشاء المغرب لمنطقتين صناعيتين دفاعيتين، يعكس رغبة استراتيجية في تحقيق الاستقلال الذاتي تدريجيا في مجال الصناعة الدفاعية، بالإضافة إلى الاستفادة من نقل التكنولوجيا المتقدمة وجذب الاستثمارات الأجنبية، وخاصة الولايات المتحدة، وفي المستقبل، ربما من تركيا والبرازيل والصين.