الرباط-عماد مجدوبي
عقب اختتام جولته بالمنطقة، أعلنت الأمم المتحدة إن ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام المكلف بملف الصحراء، “يتطلع للقيام بزيارات واجتماعات في المنطقة بمشاركة جميع الأطراف”.
جاء ذلك في إطار الإحاطة اليومية الصادرة أمس الثلاثاء، حيث شكلت الإحاطة مناسبة لتسليط الضوء على زيارته لمدينة العيون. ذلك أن هذه الزيارة تسبق صدور التقرير الدوري حول القضية الذي سيُقدم لمجلس الأمن الشهر المقبل.
وأكدت الأمم المتحدة أن المبعوث الشخصي يتطلع إلى القيام بزيارات واجتماعات في المنطقة بمشاركة جميع الأطراف. وعمليا، فإن جميع الأطراف هي المغرب والجزائر والبوليساريو، فيما يبقى موقع موريتانيا كملاحظ.
وعموما، فإن تحليل سياق هذه الزيارة وتداعياتها والتصريحات التي جاءت من قيادة الميليشيات، تؤكد وجود ضغوط دولية من أجل إنهاء هذا النزاع، لكن الأهم هو الحفاظ على مصالح المملكة وسيادتها، وهو ما يستشف من الموقف الأمريكي.
هذا الموقف الذي أغضب الانفصاليين ودفعهم إلى الخروج بتصريحات أقرب إلى الهجوم على موقف نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، بينما تؤكد كل المؤشرات أن التقرير المقبل قد يحمل مستجدات في اتجاه خلخلة الوضع الجامد للملف.
وكان المبعوث الشخصي قد أجرى لقاءات متنوعة، بدأت أولا مع البرلمانيات وبعدها مع الفاعلين الاقتصاديين ثم اللقاء مع شيوخ القبائل، ثم المنتخبين ممثلي المجالس، قبل أن يجري لقاء مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان.
كما كانت للمبعوث الشخصي لقاءات أخرى مع فعاليات المجتمع المدني الحقوقية ومع العائدين إلى أرض الوطن، ومت رئيي مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية في شخص رئيسه مولاي بوبكر حمداني، الذي حضر يوم أمس الثلاثاء 05 شتنبر 2023، في لقاء دي ميستورا مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، وقد شكلت العملية السياسية الجارية والممارسة الديمقراطية بالأقاليم الجنوبية أحد أبرز الموضوعات التي تناولها المركز في هذا اللقاء.
وإذا كانت هذه اللقاءات تدخل من باب جلسات الاستماع، فإن هناك قناعة لدى عدد من المراقبين بأن دي ميستورا بات مطالبا بالإفصاح عن حقيقة موقف الجزائر والبوليساريو الرافض لقرارات مجلس الأمن الدولة، حيث يعمل النظام العسكري للجارة الشرقية على عرقلة أي مسعى من أجل الوصول إلى حل.