24 ساعة-الرباط
تحدث عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، خلال اللقاء الافتتاحي لماستر الدين والثقافة والهجرة، على مركزية السلم في التاريخ الإنساني ودور الأديان في تعزيز قيم التعايش والتنوع ، والذي يتم الزج بها في الصراعات والحروب مما يجعل صوت العداء يجد صدى أكبر في العالم وفي وسائل الإعلام على الرغم من المبادرات الإنسانية الساعية إلى الحوار والعيش المشترك للإنسانية جمعاء.
وأكد بوصوف، أن الهدف من إنشاء هذا الماستر هو العمل على تكوين أطر ذات كفاءة قادرة على الترافع من أجل السلم وجعله الوسيلة الأساسية لبناء الإنسانية، انطلاقا مما توفره الثقافة المغربية والنموذج الديني المغربي من عناصر قادرة على تقديم الأجوبة اللازمة للتوترات التي يعيشها العالم المعاصر.
وعن أهمية بعد الهجرة في البناء الإنساني وكانعكاس للحركية داخل المجتمعات، والذي يسعى هذا الماستر إلى الإحاطة به أبرز عبد الله بوصوف، على أن الهجرة المغربية المعولمة قد أثرت في ثقافة دول الاستقبال من خلال تقديمها للثقافة المغربية كما تأثرت بثقافة المجتمعات المستقبلة التي أصبح فيها المغاربة مواطنين بشكل كامل، على الرغم من أن بلدان الاستقبال وحتى بلدان الأصل لم تأخذ بعين الاعتبار البعد الإنساني للهجرة خلال الموجات الأولى ولم تسعى إلى مرافقة المهاجرين ثقافيا وروحيا وتزويدهم بالأدوات المعرفية اللازمة لاحتضان الثقافات الجديدة وتعاملت معهم بشكل تقني كيد عاملة مقيمة بشكل مؤقت.
من جهة أخرى يرى بوصوف على أن ماستر “الدين والثقافة والهجرة” ، هو فضاء لتكوين كفاءات علمية قادرة على إيصال قيم التعدد الثقافي واللغوي والتعدد الديني، انطلاقا من النموذج الديني المغربي المتسم بالوسطية والعقلانية والليونة والتصوف الذي يشكل منطقة عازلة تجمع المنتسبين لجميع الديانات وحتى غير المتدينين؛
بالإضافة إلى تسليط الضوء على المضامين الفريدة الواردة في ديباجة الدستور المغربي والتي تعترف بتعدد روافد الهوية المغربية وتؤسس لنموذج مثالي في التعايش الديني الذي ميز المجتمع المغربي على مر التاريخ؛ بالإضافة إلى تقريب المبادرات الكبرى التي يرعاها صاحب الجلالة فيما يخص الاهتمام بالجالية اليهودية المغربية وتأطيرها مؤسساتيا وتثمين موروثها الثقافي والحضاري، والعمل على إيصال هذه القيم إلى الجالية المغربية والمساهمة في بناء التعايش.