حاوره: عبد الرحيم زياد
يبسط نور الدين العولي المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ببوجدور في هذا الحوار الذي خص به الموقع الإخباري “24 ساعة” معطيات وأرقام تهم التدابير والإجراءات التي اتخذتها المديرية من أجل إنجاح امتحانات الباكالوريا على مستوى إقليم بوجدور، خاصة وأنها تتزامن مع الظرفية الاستثنائية المتعلقة بجائحة كوفيد 19، كما يبرز أهم التدابير الإستعدادية المتعلقة بالموسم الدراسي المقبل وكذا معطيات حول مستجدات البنية المادية والتحتية للمنظومة التعليمية البوجدورية.
ماهي الإجراءات التي قامت بها المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية في إطار التحضير لامتحانات الباكلوريا دورة 2020 على صعيد إقليم بوجدور؟
تنويرا للرأي العام ومتتبعي الشأن التعليمي على المستوى الإقليمي أو الوطني، فإن الإجراءات التي عملنا ونعمل عليها على قدم وساق والتي وصلنا فيها مراحل متقدمة هي إجراءات من شقين: شق يتعلق بالإجراءات العادية والروتينية المعمول بها كل سنة، والتي كانت ذات بعد قوي لتحمل المسؤولية من طرف جميع الأطر والمتدخلين في هذا الباب، بحيث أن كل الإجراءات الإدارية من قبيل تهييىء مراكز الامتحانات لكي تكون في مستوى الحدث وتستجيب للمعايير والمساطر المؤسسة والمنظمة لامتحانات الباكلوريا، وهكذا فعلى المستوى الإجرائي الأمور جيدة، التلاميذ المترشحين توصلوا بالإستدعاءات وكذا الأمور المتعلقة بالبنيات المادية وطريقة توزيعها وتوزيع المواد والمترشحين، وبالتالي فكل الإجراءات الإدارية السنوية المعتادة تم تنفيذها في ظروف يطبعها نوع من الاحترافية والعمل الجاد.
أما الشق الثاني والذي يعتبر جديدا هذه السنة وهو الشق المتعلق بالسلامة الصحية لجميع المتدخلين من تلاميذ وآباء وأولياء أمور التلاميذ ورجال الأمن ورجال السلطة وخاصة السادة الاساتذة والإداريين الذين يعتبرون العمود الفقري في هذا الباب وهكذا فقد تم الأخذ والجزم بتنسيق مع كافة المتدخلين خاصة مندوبية وزارة الصحة و الجماعة الترابية لبوجدور حيث تم تجهيز وتوفير كل ظروف السلامة الصحية لجميع المترشحين المقبلين على اجتياز امتحانات الباكلوريا.
هل يمكنكم إطلاعنا على بعض المعطيات والأرقام والإحصائيات المتعلقة بامتحانات الباكلوريا على مستوى إقليم بوجدور علما أنها تجري في ظرف استثنائي يتعلق بجاحة كوفيد 19؟
فيما يخص الإجراءات وتماشيا مع إجراءات السلامة الصحية، فقد تم إقرار مجموعة من الأمور المهمة، بحيث تمت توسعت البنية المادية لتشمل 10 مترشحين داخل القاعة الواحدة عوض 20 كما كان معمولا به في المواسم السابقة، إضافة إلى التجربة الجديدة والتي نعتبرها تجربة رائدة حيث تمت الاستعانة بالقاعة المغطاة، بحيث بعدما كان لدينا 4 مراكز في السنة الماضية، لدينا هذا الموسم 4 مراكز للتلاميذ المتمدرسين ومركزين للمترشحين الأحرار.
أما بالنسبة للطاقة الاستيعابة فقد تم توفير أربع مراكزامتحانات بالثانويات الأربع النصر،جابر بن حيان،البقالي وثانوية الراشدي، بالنسبة للمترشحين الرسميين في الشعب العلمية والتقنية والمهنية فقد بلغ العدد 469 مترشحا ومترشحة موزعين 53 قاعة امتحان، أما الشعب الأادبية فقد بلغ عدد المترشحين 265 مترشحا ومترشحة، موزعين على 28 قاعة إمتحان، في حين أن مراقبي الإجراء فوصل عددهم إلى 183.
بخصوص المترشحين والمترشحات الأحرار82 بلغ العدد 82 مرشح للشعب التقنية والعلمية في 10 قاعات بمركز اعدادية الوحدة و 159 مرشح في الشعب الأدبية بمركز القاعة المغطاة، في حين وصل عدد مراقبي الإجراء إلى 74 مراقب، هذا فضلا عن وجود طاقة إداري هائل سيواكب وسيسهر على إنجاح هذه المحطة الاستقاقية.
ـ ماذا عن الدعم التربوي عن بعد المقدم للتلاميذ المقبلين على إجتياز هذه الامتحانات ؟ وماهي درجة نجاعة وصوله لهذه الفئة من التلاميذ في نظركم؟
سؤال مهم، فبعدما تم اقرار الحجر الصحي وتعليق الدراسة الحضورية، تم التأكيد أن الموسم الدراسي لم ينتهي وتم إقرار استمراريته عن طريق الدراسة عن بعد، وهي تجربة خضناها لأول مرة وتوفقنا فيها على مستوى المديرية الإقليمية، لا من ناحية الانخراط الكبير للسادة الأساتذة مشكورين الذين لم يتوانوا عن تسجيل الدروس سواء على مستوى المؤسسات أو على مستوى المديرية، او من خلال انخراطهم مع التلاميذ عن بعد في إطار تكملة المقرر، وتوالت المراحل في هذا الباب، ولا أقول إن التجربة مرت بدون نواقص بالقدر الذي أؤكد فيه أن التجربة كانت لها نتائج مبهرة بخلاف ما كان متوقعا بسبب الظرفية التي جاءت فيها، وفي ختام هذه التجربة تم إقرار المرحلة الرابعة التي تعتمد على الدعم والتهييء للامتحانات، حيث انخرط الجميع أساتذة وإداريين وتقنيين على مستوى المديرية من أجل إنجاح هذه المحطة، وهي المحطة التي لا تزال مستمرة ولازال العمل بها قائما، ومازال التنسيق في شأنها على المستويين الجهوي والوطني، ولازالت الاستعدادات حثيثة على أن يكون الاستيعاب بشكل أكبر من قبل التلاميذ، رغم انه تم الاقتصار على دروس ما قبل توقيف الدراسة الحضورية، وهنا ارفع القبعة عاليا لجميع المتدخلين خاصة للجسم التربوي الذي لم يبخلوا عن العمل بجدية رغم الاكراهات والنواقص التي اعترت المسألة وان شاء الله وفي المستقبل القريب هذه من بين المسائل التي وضعتها الوزارة ومن ورائها الاكاديمية الجهوية والمديرية الإقليمية لنهتم بهذا الجانب أكثر وافضل.
معلوم أن نتائج الباكلوريا باقليم بوجدور لم تكن في السنوات الأخيرة في مستوى الإنتظارات، فماهي قراءتكم وتوقعاتكم لنتائج هذا الموسم في ظل هذا الظرف الاستثنائي الغير مسبوق والمتعلق بجائحة كوفيد 19؟
عملا بالمقولة الشهيرة “تفاءلوا خيرا تجدوه” نحن متفائلين جدا، وهذا التفاؤل مبني على ما عيشناه طيلة السنة الدراسية من مكنونات بالرغم من هذا الظرف الصعب وفعلا هناك معطيات وأمور تجعلنا نستبشر بنتائج أفضل، أولا نتائج السنة الأولى باكلوريا في الموسم الدراسي الماضي والتي كانت نتائج مشجعة جدا وحققت نتائجا وأرقاما غير مسبوقة على مستوى اقليم بوجدور، ثاني مبعث لتفاؤلنا هو ذلك التلاحم و ذلك التتبع ولو عن بعد بين المؤسسة والأساتذة وبين التلاميذ و الإلحاح والمتابعة لدى جل الآباء والتلاميذ كي ينالوا القسط الأوفر من التعليم، إضافة إلى مسألة أساسية تتعلق بقرار الوزارة الاقتصارعلى الامتحان في دروس ما قبل توقيف الدراسة الحضورية، وان كان هذا لا يعني التسامح او التساهل بقدر ما يعني تساوي الفرص بين التلاميذ المغاربة، كما أن الأجواء العامة بالإقليم ساعدت الظروف النفسية للتلاميذ والظروف المحيطة بصفة عامة بالمترشحين تجعلنا نتفاءل بنتائج مطمئنة وجيدة .
ماهي التدابير التي اعتمدتها المديرية الاقليمية ببوجدور من الدخول المدرسي المقبل؟
شكرا على هذا السؤال، وكعادتنا كمنطومة تبدأ السنة الدراسية من حيث تنتهي السنة التي تسبقها، وعليه فإن جميع التدابير المتعلقة بالدخول المدرسي لموسم 20ـ 21 قد اتخذت بنسبة كبيرة كي يمر في صورة جيدة، لا على مستوى توفير الموارد البشرية وان كنا نواجه بعض الاشكالات وان شاء الله سيتم التغلب عليها من خلال توزيع الحصيص الذي ستوفره الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، أما على مستوى توفير الموارد المالية بحيث ان المديرية أوفت بكل إلتزاماتها في وقتها رغم حالة الاستثناء وهنا أؤكد ان جميع المشتريات والبناءات والصفقات قد تمت وفق الأصول بشفافية،ووفق القواعد القانونية المعمول بها، أيضا أؤكد ان الدعم الإجتماعي والذي يعتبر مسألة أساسية بالمديرية الإقليمية ببوجدور والمتعلق بالزي المدرسي و الإطعام المدرسي وعملية مليون محفظة، فقد تم الحسم فيها بنسبة 90 في المئة، ويرجع الفضل ذلك إلى خلية النخل من موظفين ومن إداريين ومسؤولين الذين لا يجمعهم الوازع المهني فقط بل جمعهم الوازع الإنساني وقناعة العمل والإيمان به.
ماذا عن البنية التحتية التابعة للمديرية الإقليمية للتعليم ببوجدور؟ما الجديد فيها؟
كما يعلم الجميع فان مدينة بوجدور تعرف نموا عمرانيا مضطردا، يوازيه نمو ديمغرافي ملحوظ، وهو ما يتطلب توفير خدمات أساسية من بينها التعليم، ومنذ سنة 2014 صارت الحاجة للمؤسسات التعليمية ملحة، واليوم والحمد لله هناك عمل على توسيع البنية المادية بحيث تمت إضافة 6 حجرات جديدة بمدرسة الخوارزمي ومدرسة عبد الله دبدا ومدرسة الحسن ابن الهيثم بحي التنمية الذي سيعرف قريبا إعطاء الانطلاقة لبناء مدرسة طارق بن زياد، كما سيتم إنجاز إعدادية المرحوم بابي لموسم 21ـ 22 وهو الأمر الذي سيخلق وعاء على مستوى حي التنمية 2 ابتدائيات واعدادية وثانوية.
ايضا يتم بناء اعدادية حفصة بنت عمر قرب الكورنيش والتي سيتم افتتاحها بعد الموسم المقبل حيث من المنتظر إن تخفف الضغط على إعداديتي الوحدة وعمر بن الخطاب، كما سيتم بناء ثانوية و إعدادية بحي النور وإرجاع إعدادية القدس لمدرسة ابتدائية كي يتم تخفيف الضغط عن مدرستي المسيرة الخضراء ومدرسة الانبعاث. إضافة إلى بناء مدرسة ابتدائية و ثانوية بحي الأمان 1.
هذه كلها زيادات مرتقبة نعمل عليها وهي تدخل في إطار واجبنا والتي يتمثل في توفير كل الظروف الملائمة للتلميذ البوجدوري وبالتالي مساعدته لتحقيق نتائج أفضل وأحسن وبالتالي تحقيق الجودة بمقوماتها العلمية والتربوية.
كلمة أخيرة..
في ختام هذا اللقاء أجدد الشكر لموقع 24 ساعة على الاستضافة ومن خلاله أوجه تحياتي الخالصة لجميع التلاميذ والمترشحين وأود ان اطمئنهم ان كل الأمور تم تهييئها وأن الاستحقاقات ستكون كما ينبغي وبهذه المناسبة أحيي كل الأطر التربوية والإدارية التي تجندت لانجاح هذه المحطة كما أحيي السلطة المحلية التي تقاسمنا هذا الهم والمسؤولية وعلى رأسها السيد عامل اقليم بوجدور وكذا السلطات الأمنية والصحية وجمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ وجميع شركاء المنظومة من قريب او من بعيد.