أكد خالد الجامعي، الصحافي والقيادي الاستقلالي السابق، أن السهام التي أطلقها بنكيران في مؤتمر الشبيبة لم تكن برسم تصفية حساباته الشخصية مع العثماني ومؤيديه والمدافعين عن تيار الاستوزار فحسب ولكنها تستهدف ما هو أبعد وأجل شأنا.
وأضح الجامعي، في تصريح لصحيفة “24 ساعة” الرقمية، أن ما يقوم به بنكيران لا يعني إلا شيئا واحدا هو رغبته في استعادة موقع الرجل القوي داخل حزب العدالة والتنمية. وأضاف: “بالطبع فان تحقيق هذا الهدف يتطلب بالضرورة تمرير رسالة إلى المخزن لإبلاغه أن العثماني لا يمثل شيئا وازنا لأنه لم يعد يحكم قبضته على المجلس الوطني والتنظيم الشبابي”. واستطرد موضحا أن الرسائل المشفرة التي يرسلها بنكيران إلى المخزن تتضمن تنبيها إلى أن حكومة يقودها العثماني تظل بالضرورة حكومة مبنية على الخواء.
واستنادا إلى ما يراه خالد الجامعي، فإن النهج الهجومي لبنكيران يرمي الى وضع العثماني أمام أكبر قدر من المشاكل. فحين يفتح بنكيران نيرانه على أخنوش، تنفجر مشكلة داخل الائتلاف الحكومي. وحين يستهدف العثماني ويشكك في قدراته كلاعب سياسي وازن، ويصوب أحد سهامه باتجاه المستشارين المقربين من الملك تكثر تساؤلات القصر حول ما إذا كان العثماني حليفا يمكن أن يعول عليه.
هذا النسق الهجومي لبنكيران يعتبر في نظر خالد الجامعي استنساخا لتكتيك سابق وظفه خلال الحملة الانتخابية السابقة عندما شن هجوما عنيفا على دائرة المحيطين بالملك. ومن هذا المنظور ، يستخلص الجامعي أن بنكيران قد أطلق في كلمته أمام الشبيبة حملته الانتخابية لعام 2021 منبها جميع المعنيين أن العثماني يقف ضعيفا بلا سند حزبي وأن القصر “يأكل الثوم بفمه” عندما يدفعه الى اتخاذ قرارات وتمرير مشاريع لم تمرر في ولايته كملف التعليم.
وأشار إلى أنه لم يسبق للقصر وفي ظل أية حكومة في تاريخ المغرب أن مرر مشاريع من العينة التي مررها خلال ولاية العثماني. ويضيف أن كلمة النهاية ستكون للقصر الذي سيعلق على رقبة العثماني مسئولية كل القرارات اللاشعبية ابتداء بزيادة ثمن البوطا وانتهاء بإلغاء مجانية التعليم.
وحول مدى موضوعية هجمات بنكيران ، يلاحظ خالد الجامعي أنها لم توجه نقدا موضوعيا للأداء الحكومي إذ كان عليه ، مثلا ، أن يحذره من سلبيات قرار تعويم الدرهم. وفي ذات السياق ، تساءل الجامعي عن سبب إحجام بنكيران عن توجيه سؤال إلى العثماني عن مشاركة المغرب في حرب اليمن وعن التوجهات الكبرى للسياسة الخارجية للمملكة. هذا الغياب الفاضح للأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية يؤكد في نظر الجامعي أن الأمر يتعلق كلية بصراع سياسي داخل الحزب يتمحور حول الصراعات الشخصية لأن المؤسسات الحزبية القائمة لم تعد ، في نظره ، قادرة على إنتاج الأفكار.
أما بالنسبة لحديث بنكيران المعاد عن الملكية والولاء، فان خالد الجامعي لا يصفه إلا بكونه شعبوية زائدة و”لعب دراري” ليخلص إلى القول بأن “هؤلاء الناس ليسوا في مستوى تحمل المسئولية”.