لاشك أن الوالي الجديد امهيدية سيصاب بالصدمة نتيجة الدينامية “المفتعلة” التي تشنها الجهات المؤثرة على نمط تدبير المدينة لعقود مضت والتي لن تسمح لمصالحها أن تقاس بهذه المفاجئة الغير متوقعة.
ولعل الوالي الجديد سيقف على حجم الوقفات الاحتجاجية التي تزف عليه كل صباح والتي لم يتعودها حتى وهو في منصب والي الرباط الذي يضم القلب النابض لاجتجاجات جميع أطياف المغاربة، ولهذه الوقفات تفسيرات كثيرة أولها أن حجم الملفات العالقة التي تركها الوالي السابق كثيرة ما دفعنا إلى استجلاء الرحمة للوالي الجديد حتى “يسخن بلاصتو” ويستوعب الأمور بنوع من التبصر دون هذا الضغط الرمزي في توجيه الوالي نحو طرف دون آخر.
والثاني أن كل ما يجري اليوم ليست سوى “تسخينات مفتعلة” لتشتيت الانتباه والرأي العام نحو قضايا عديدة في الوقت الذي يخطط “مدبروا طنجة” لتأثيت المشهد بعناصر جديدة بعدما تهدم آمالهم على فريقهم المتعارك بسبب ضعف التكوين والقدرة على المواجهة.. ما جعلهم يحترقون بسرعة حتى قبل انتهاء ولايتهم!!
ويبقى التصور الأقرب ما نعيشه اليوم من تبخيس لكل أدوار مؤسسات الدولة والخاصة .. فالعمدة اليوم يسب على أعين الملاء في إهانة لمؤسسة دستورية منتخبة.. والإعلام المحلي الذي واكب تجربة ولايتين سابقتين يسقط في مستنقع التلاسن والتآمر بتعليمات من نفس الجهات المتحكمة .. والجانب الثقافي متذمر من تفويتات سابقة لمركبات ثقافية لأشخاص من ذوي الكفاءات المحدودة .. وغيرها كثير يكفي أن يطل من شرفة مكتبه ليعلم ما تخفيه احتجاجات تجار سوق الجديد وخبايا ملف رخص البناء، بل حتى مراكز التوحد تستنجد بتدخل عاجل وغيرها من الملفات الحارقة التي نأمل أن تتفاعل معها السلطات بمنطق المصارحة والتصالح وخدمة الصالح العام.
ولهذا أتمنى أن ترحم القوة الضاغطة الوالي الجديد بمزيد من الوقت فليست كل السفن تجري بما تشتهي أنفسهم.