عزوزي بدرالدين متابعة
أثارت مجموعة من دول الإتحاد الأوروبي مخاوف بشأن تسبب لقاح “أسترازينيكا” بجلطات دموية بعد تعليقها إستخدامه إحترازياً، هذا التعليق الذي تسبب في التشكيك في فعالية و نجاعة و أمان اللقاح مع عرقلة المساعي الحثيثة لتسريع وتوسيع حملات التلقيح في العالم.
كانت الدنمارك، يوم 11 مارس، أول بلد يعلن تعليق إستخدام “أسترازينيكا” كإجراء إحترازي، على خلفية مخاوف من تسببه بجلطات دموية، وفي اليوم ذاته، تم تبعتها النرويج فأيسلندا، كما علقت بلغاريا إستخدام اللقاح في 12 مارس، وإتخذت هولندا وإيرلندا الخطوة نفسها، الأحد، بعد أن أبلغت النرويج عن أربع إصابات جديدة خطيرة بجلطة دموية لدى راشدين تلقوا اللقاح.
وقررت سبع دول أوروبية، هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا وإسبانيا والبرتغال وليتوانيا، الإثنين، تعليق إستخدام “أسترازينيكا” إحترازياً، وقال متحدث بإسم وزارة الصحة الألمانية، إن قرار التعليق هذا يأتي “بعد ورود معلومات جديدة تفيد بتجلط الدم في الأوردة الدماغية تتعلق بالتطعيم في ألمانيا وأوروبا”، وحذت لوكسمبور وقبرص والسويد، الثلاثاء، حذو هذه الدول الأوروبية.
لكن الغريب في الأمر هو موقف الوكالة الأوروبية للأدوية حيث أكدت مديرة الوكالة الأوروبية للأدوية، إيمر كوك، الثلاثاء 16 مارس، أن الهيئة “مقتنعة تماماً” بفوائد هذا اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وقالت مديرة الوكالة خلال مؤتمر صحافي “ما زلنا مقتنعين تماماً بأن فوائد لقاح أسترازينيكا في منع الإصابة بكوفيد19 وما يرتبط به من مخاطر دخول المستشفى والوفاة تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية”، وستعقد وكالة الأدوية الأوروبية الخميس المقبل “إجتماعاً إستثنائياً” لإصدار توصياتها في هذا الشأن.
كما أن منظمة الصحة العالمية أكدت ألا “رابط” مثبتاً في هذه المرحلة بين اللقاح ومشكلات الدم الخطيرة التي سجلت لدى أشخاص تم تطعيمهم به، وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن فريق المتخصصين الإستشاري للمنظمة المعني بعمليات التلقيح سيجتمع الثلاثاء من أجل مراجعة سلامة اللقاح، وفي مؤتمر صحافي عقدته في جنيف الإثنين، قالت كبيرة علماء منظمة الصحة، سمية سواميناتان “لا نريد أن يصاب الناس بالهلع، في الوقت الراهن نوصي الدول بمواصلة التلقيح بواسطة أسترازينيكا”.
وقالت شركة “أسترازينيكا”، الأحد، إن مراجعة شملت أكثر من 17 مليون شخص تلقوا لقاحها في الإتحاد الأوروبي وبريطانيا، لم تظهر أي دلائل على زيادة خطر حدوث تجلط في الدم، كما دافع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الثلاثاء، عن سلامة هذا اللقاح، وكتب جونسون في صحيفة “ذا تايمز”، أن “هذا اللقاح آمن ويعمل بشكل جيد للغاية”. وتابع أنه “يصنع في عدة أماكن من الهند إلى الولايات المتحدة، وكذلك بريطانيا، ويتم إستخدامه حول العالم”، وفي وقت سابق، الإثنين، أفاد جونسون، للصحافيين، بأن وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية هي “إحدى الهيئات الأكثر صرامة وخبرة في العالم”، وتابع “لم يجدوا سبباً على الإطلاق لوقف إستخدام برنامج التلقيح لأي من اللقاحات التي يستخدمونها راهناً”، وأشار إلى أن الهيئة تعتقد أن اللقاحات المستخدمة في البلاد فعالة للغاية في خفض ليس فقط معدل إدخال المستشفيات، لكن أيضاً الأعراض الخطيرة للمرض والوفاة، وتابع “لا نزال واثقين جداً بالبرنامج، ومن الرائع أن نراه يستخدم بهذه السرعة في أرجاء المملكة المتحدة”.
كما أكد وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، الذي يأمل في إستئناف حملة التحصين في بلده بلقاح “أسترازينيكا”، الخميس المقبل، أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة منه “ليسوا في خطر”، و هو ما يعني تراجع فرنسا عن تعليق إستخدام لقاح “أسترازينيكا” يوم الخميس المقبل.
يشار إلى أن شركة أسترازينيكا البريطانية السويدية بالتعاون مع جامعة “أكسفورد” سبق وأن تعرضت لحملة من التقارير الأوروبية التي تشكك في نسبة فعالية لقاحها و عدم فعالية اللقاح للأشخاص فوق 65 سنة، كما أن مسؤولين أوروبيين قالوا “لا يمكن لأي شركة أن تفضل دولة أخرى على الإتحاد الأوروبي”، وهو ما يكشف خروج تعليق إستخدام اللقاح الآن بعد أن أعلنت الشركة عن خفض جديد في شحنات اللقاحات الموجهة إلى الإتحاد الأوروبي بحلول يونيو، بسبب مشاكل في التصدير.