24 ساعة-متابعة
بعد اكتمال فرز الأصوات و بعد حصوله على 56.12% من أصوات الشعب الموريتاني، تمكن الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته، محمد الشيخ ولد الغزواني، من الفوز بفترة رئاسية ثانية. فيما حل المرشح بيرام الداه ولد اعبيد في المركز الثاني بنسبة 22%، بينما جاء مرشح حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإسلامي، حمادي ولد سيدي المختار، في المركز الثالث بحصوله على نحو 13%.
في ذات الصدد، من شأن تجديد الثقة في ولد الغزواني لرئاسة موريتانيا لولاية ثانية من شأنه تعزيز الروابط الثنائية بين موريتانيا والمغرب، خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي والأمني والثقافي.
ويرى مراقبون، ان انتخاب الغزواني سيعزز العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن الرئيس الموريتاني أظهر خلال ولايته الأولى انفتاحًا كبيرًا على المغرب واستيعابًا أكبر للمصالح المشتركة بين الطرفين، خلافًا للرئيس الأسبق الذي لم تكن علاقته بالمغرب في أفضل حالاتها.
كما تنبغي الإشارة، الى ان ولد الغزواني حاول منذ بداية ولايته الرئاسية جعل المصالح المشتركة أساس التعامل مع المغرب، مما سيشكل أرضية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. كما أن فتح معبر الكركرات، الذي يعد من أهم المعابر للمبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا والدول الإفريقية، أدى إلى تعزيز التعاون التجاري بين مختلف الأطراف، ومن ثم فإن إعادة انتخاب الرئيس الموريتاني سيقوي العلاقات الثنائية.
في ذات المنوال، يرى المراقبون أن أقصى موقف يمكن أن يتبناه الغزواني وبلاده فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية هو الاستمرار في نهج الحياد الإيجابي، وهو ما يطلبه المغرب دائمًا. ولفت إلى أن المغرب يدرك حساسية الموقف الموريتاني بسبب تواجدها بين دولتين متعارضتين، المغرب والجزائر، وبحكم ارتباطها بالمنطقة والطبيعة القبلية بداخلها، فإن انتظار موقف أكثر تقدمًا يعد أمرًا صعبًا. وشدد على أهمية الحفاظ على استمرار موريتانيا في نهج هذا الموقف وعدم التراجع عنه.
للإشارة ،يقدم الغزواني نفسه كضامن لاستقرار موريتانيا، التي لم تشهد أي هجمات منذ عام 2011، وجعل مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها. وبعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية.
وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستة مرشحين تعهدوا بإحداث تغيير ديمقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع الذي يبلغ عدد سكانه نحو 4.9 ملايين نسمة وشهد العديد من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يسجل في 2019 أول مرحلة انتقالية بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.