24 ساعة ـ متابعة
أعلن اليوم الأحد في مدينة نواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، العلامة الموريتاني محمد المختار ولد أباه.، عن عمر ناهز 98 عاما، إثر وعكة صحية مفاجئة.
وبرحيله، تفقد الأمة العربية والإسلامية والإنسانية عالما ومفكرا فذا ظل يدافع عن قيم الاعتدال والوسطية. وسياسيا حكيما يؤمن بوحدة دول اتحاد المغرب العربي.
ويعد الراحل من أبرز الشخصيات العلمية والسياسية في موريتانيا، ولد سنة 1924 في منطقة الترارزة جنوب موريتانيا. من أسرة علم وجاه. حفظ كتاب الله وألم بدراسة المتون والنصوص المقررة في المدارس العتيقة الشنقيطية المعروفة بـ”المحاضر”.
وانتقل بعد ذلك إلى مدينة سان لوي التي كانت تعتبر إحدى العواصم الإدارية والسياسية والعلمية في غرب أفريقيا.
بدأ الراحل نشاطه السياسي بمناهضة الاستعمار الفرنسي في موريتانيا، وتم تعيينه في أول حكومة موريتانية سنة 1957 في ظل الاحتلال. وشغل منصب وزير الصحة ثم التعليم، ليلتحق بالمغرب في سنة 1958 حيث شغل عدة مناصب سياسية وإدارية وأكاديمية مهمة.
كانت للراحل محمد المختار ولد أباه علاقة متميزة بالملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني. كما كانت تجمعه علاقات طيبة بعدد من الشخصيات السامية المغربية من وزراء وزعماء سياسيين ومفكرين وعلماء وفقهاء.
وكانت له أنشطة أخرى في نوادي الرباط العلمية، ومنها نادي الجراري الثقافي، ونادي الصقلي الأدبي، والمجلس الشرقاوي. علاوة عن انضمامه إلى مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ورئاسة فرعها في نواكشوط في العقد الثاني من الألفية الثالثة.
وقد كشف في مؤلفه “رحلة مع الحياة” الصادر عن المركز الثقافي للكتاب، فصولا مثيرة من العلاقة المتميزة التي جمعته بالمغرب، و بملوكه وزعمائه وعلماءه. واستحضر في كتابه بكل افتخار، محطات خالدة طبعت مشواره العلمي في المغرب.
وكان الراحل ولد باه، قد تحدث عن أبرز محطات حياته في مؤلفه ، منها مشاركته في أول حكومة موريتانية مع الرئيس الراحل المختار ولد داده، ومقامه سنوات عديدة في المغرب مع الراحل الأمير فال ولد عمير، وزعماء مناضلين آخرين، للعمل السياسي، وظروف اعتقاله بعد عودته إلى موريتانيا بسبب مواقفه خلال تلك الفترة.
وهو المؤلف ذاته الذي تحدث فيه عن علاقته بالملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني. وبعدد من الشخصيات البارزة من وزراء وزعماء سياسيين ومفكرين وعلماء وفقهاء.
كما تحدث الراحل محمد المختار ولد أباه، في كتابه “رحلة مع الحياة”، عن قضية الصحراء وموقفه المؤيد للوحدة الترابية للمغرب.