الرباط-قمر خائف الله
يعتبر فن العمارة المغربي من أبرز فنون العمارة الإسلامية العريقة وأكثرها شهرة، فمنذ مئات السنين وإلى عصرنا الحاضر لا تزال معالم العمارة المغربية خالدة عبر العديد من البنايات والمعالم التاريخية التي تحكي قوة التاريخ والحضارة وترصد شموخ اللون وغزارة الإبداع.
للعمارة والتصميم المغربي عدة خصوصيات، فهو يعتبر نبض الماضي، روح الحاضر، يكتسي في شموليته قيمة ثقافية، فنية، إبداعية جميلة وجذابة، كما أنه يعكس الإبداع والمعرفة الإنسانية التي قامت عليها الحضارات العريقة.
وإعترافا بقوة وجمالية الفن المعماري المغربي، سلطت قناة “سي بي إس” الإخبارية الأمريكية، في برنامجها “سي بي إس صنداي مورنينغ”، الضوء على تأثير الهندسة المعمارية المغربية الأصيلة في عالم التصميم، حيث يشكل لوحات فنية متناسقة تجسد نمطا معماريا مميزا وملامح مراحل تاريخية وثقافية وتراثية وفلكلورية متجذرة في القدم.
وفي تقرير خُصص للهندسة المعمارية للرياضات في مدينة مراكش العريقة، أبرز مراسل القناة الأمريكية، سيث دوين، أن هذه المنازل التقليدية “الرائعة” تترك بصمتها في مجال التصميم.
ومن خلال عرض آراء مهندسين معماريين، من قبيل الهولندي ويليم سميت، والمغربي عبد اللطيف آيت بن عبد الله، وأيضا الزوجين الأمريكيين كيتلين وصمويل دووي سانديز، سجل الصحفي أن هذه الخصوصية التي يمتاز بها التصميم المغربي تستمد جوهرها من الجمال والأصالة المغربيين.
وأوضحت كيتلين دوو سانديز، التي انتقلت من لوس أنجلوس للعيش بمراكش رفقة زوجها للعمل في هذا المجال من خلال مقاولتهما “بوفام ديزاين”، أن التصميم المغربي يتفرد بـ “جماليته وعندما تكون هناك مكونات يدوية الصنع، تستشعر عبق التاريخ”.
وتقع الأماكن التي جرى عرضها في هذا البرنامج الأمريكي الشهير، في الأحياء العتيقة للمدينة الحمراء، التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر، حيث أشار هذا الأخير أنه تم تصنيف هذا الموقع، المعروف بتأثيره التاريخي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تراثا عالميا لليونيسكو.
وقد كان للحرفيين والصناع التقليدين المغاربة دور كبير في الحفاظ على هذا الموروث الحضاري والإنساني الغني الذي وفر للعالم مناخا من الخبرات والذوق والتي جعلت من هذه العمارة استثنائية.