الرباط-قمر خائف الله
في مشهد يوحي لك من النظرة الأولى على أنه حرب وليس إحتفال، تحولت عاشوراء عند المغاربة، من أيام فرح ولعب وفرجة، تتميز بعادات وطقوس متنوعة لا نظير لها عن باقي الدول الإسلامية، إلى ساحة معركة تزهق فيها أرواح بريئة، بفعل صبياني وإستهتار بأرواح الناس.
وبعد ما كانت الأسر المغربية شديدة الحرص على إدخال السرور على أبنائها بشراء الألعاب والدفوف و”الطعريجة”، للإحتفال بهذه المناسبة السنوية، أصبحت الآن تودع أطفالها بالحزن والدموع، وأخرى تغلق على أبنائها أبواب المنازل خوفا من حدوث مكروه لهم.
هي مشاهد عاشتها بعض بعض الأسر ليلة أمس، بعدد من المدن، حيث لقي قاصرا، يبلغ من العمر حوالي 17 سنة، مصرعه، فيما أصيب آخر بجروح بليغة، في انفجار قنينة غاز من الحجم الصغير استعملت ضمن تصرفات متهورة ومظاهر طائشة لاحتفال بعض الشباب والقاصرين بذكرى عاشوراء.
تصرف طفولي من قبل عدد من القاصرين، رصدته عدسات الهواتف بأحد الشوارع المتواجدة بديور اتصالات طريق ابن احمد سطات، أدى إلى سلب روح بريئة وكسر قلوب عائلته ومحطيه، حيث أقدم هؤلاء على إضرام النيران في عجلات مطاطية مع الإتيان بتصرفات تشكل خطرا كبيرا على سلامة الأشخاص والممتلكات، من ضمنها رمي قنينة غاز من الحجم الصغير بمكان اشتعال النيران، الشيء الذي أدى إلى انفجارها مخلفة إصابة قاصرين بجروح بليغة، لقي أحدهما حتفه متأثرا بإصابته، فيما يوجد الآخر حاليا، في حالة حرجة، تحت المراقبة الطبية بالمستشفى الإقليمي الحسن الثاني بسطات.
مشهد مشابه عاشته إحدى الأسر بمدينة سلا، وذلك بعدما أقدم أحد المهاجرين على إلقاء قنينة مماثلة وسط كومة من العجلات المشتعلة بحي سيدي موسى بسلا، أثناء تجمع عدد من الأطفال والمراهقين، مما تسبب في انفجارها، وإصابة شظاياها طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات، وهو ما نجم عن ذلك وفاتها بالمستشفى متأثرة بتلك الجروح.
وليست هذه الأفعال وليدة اللحظة، حيث بدأ يلاحظ في السنوات الأخيرة ان هذه الاحتفالات بدأت تزيغ عن سكتها المعروفة قديما والمتوارثة أبا عن جد، وبدات تفقد طابعها الاحتفالي، ويتجلى ذلك في استعمال المفرقعات والشهوب الاصطناعبة بل منهم من يلجأ إلى إضرام النيران في ممتلكات عمومية ، مما يهدد سلامة المواطنين ويشكل خطرا على سلامتهم، ويقلق راحة المواطنين خاصة منهم المرضى والمسنين.
هي سلوكيات يجرمها القانون ويندد بها المواطنون، ويرغمهم على مطالبة الجهات المعنية بالتحرك عبر حملات لفرض وقف ترويج هده المفرقعات ااتي تثير الرعب والهلع والضوضاء الذي يستمر في غالب الاحيان إلى وقت متاخر من الليل خاصة في الاحياء الاهلة بالسكان.
يجب إستخلاص العبر من هذه الحوادث، والحفاظ على الطابع السلمي للإحتفال بهذه الذكرى، لترك إنطباع إيجابي في هذا الحدث الإستثنائي عند المغاربة، وتجنب تحولها من مناسبة سنوية تنتظرها الأسر المغربية لمشاطرة لحظات فرح بين الصغار والكبار وتبادل الهدايا وتجديد العادات والتقاليد، إلى ذكرى حزينة في نفوس من سلم أكباده للتراب.