سناء الجدني-متابعة
تثير قضية بوعشرين، بعد خروجه من السجن، وسط الرأي العام، العديد من التساؤلات حول مصير ضحاياه، وكيف يتعاملون مع هذه الصدمة المتجددة.
ويرى مراقبون أنه بعد سنوات من المعاناة والصمت، يجدون أنفسهم مجبرين على مواجهة الواقع المر مجدداً، الأمر الذي يعيد فتح الجراح ويؤجج الآلام.
ولا يزال صدى تبعات الضحايا الصحفي يهز الأوساط الاجتماعية والسياسية، فبعد سنوات من الانتهاكات الجسيمة بحق العديد من الضحايا، تعود بهم عقارب الساعة إلى القهقرى وكأن شيئاً لم يكن.
إن غياب الاعتذار الصادق من أي جاني كيفما كان عن جرائمه يعد إهانة جديدة لضحاياه. فبعد أن يترك وراءه دماراً نفسياً ومعنوياً هائلاً في حياة العديد من الأشخاص، كان الأجدر به أن يتقدم بخطوة الاعتذار، وأن يعبر عن ندمه على ما اقترفه.
ولا يقتصر الأمر على غياب الاعتذار والتجاهل، بل إن ظهور الجناة علنًا بعد كل ما ارتكبوه يثير العديد من التساؤلات حول مدى وعيهم بما اقترفوه.
فهل يعقل أن لا يشعر الجاني بأي خجل أو ندم بعد كل الأفعال الدرامية التي سببها لضحاياه؟ هل يعتقد حقاً أنه يمكن أن يعود إلى الحياة الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن؟
في سياق متصل، يرى مراقبون أن قضية بوعشرين ليست قضية فردية، بل هي قضية مجتمعية تتعلق بالعدالة والمساواة وحماية حقوق الإنسان. يجب على المجتمع أن يقف بصلابة ضد كل أشكال الانتهاكات، وأن يطالب بمحاسبة الجناة.