اسامة طايع
يعرف حزب الاتحاد الاشتراكي منذ الاعلان عن قرار انضمامه للتحالف الحكومي الهادف لتشكيل الحكومة برئاسة رئيس الحكومة المكلفة سعد الدين العثماني، شن محسوبون على تيار إدريس لشكر الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي هجوماً شرساً على البرلمانية حسناء أبو زيد في اطار الحرب الشرسة التي يعرفها الحزب بين قيادته من اجل الاستوزار ،والتي اتجهت سهام النقذ والتشهير بشكل مبالغ فيه نحو حسناء ابو زيد على اعتبار المكانة والقوة الحزبية لتيارها داخل الحزب ،خصوصا سيطرتها على الذراع النسائي، بالاضافة الى مواقفها الحازمة في العديد من الملفات داخل الحزب او خارجه والتي جعلت منها ايقونة اعلامية تسلط عليها الاضواء كلما صرحت بموقف او راي في اطار التفاعل السياسي
في هذا البوتريه نقدم الوجه الأخر للبرلمانية حسناء أبو زيد.
على الرغم من حداثة التحاقها بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،اسمها صار متداولا في الاونة الاخيرة بشكل يتجاوز اسماء اتحادية لها مكانة كبيرة داخل حزب الوردة. حسناء أبو زيد البرلمانية وعضو المكتب السياسي، المعروفة بفصاحة لسانها تجعل خصومها يتخبطون بين لغة الخشب وتيه السياسي.
رأت النور حسناء ابوزيد بيروك في مدينة كلميم في الرابع عشر فبراير ، سنة 1976. وحصلت على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم التجريبية بثانوية «المسيرة الخضراء» بمدينة تزنيت لتحط الرحال بتونس التي تخرجت منها سنة 1999 من كلية الصيدلة وطب الأسنان بجامعة موناستير بتونس لتحصل بعد عشر سنوات حصلت على ماستر إدارة الأعمال من المدرسة العليا الدولية للتدبير.
لكن شهرتها انطلقت العام 2005، حينها استطاعت الشابة حسناء إيجاد فسحة لاتباث الذات داخل حزب المهدي بنبركة وبوعبيد، اذ نالت بعد سنة من انضمامها لحزب القوات الشعبية ، عضوية المجلس الوطني لمنظمة النساء الاتحاديات، وفي 2010، انتخبت نائبة الكاتبة الوطنية لتنظيم النساء الاتحاديات،لتتوج مسيرتها في الحزب بانتخابها عضوا بالمكتب السياسي لحزب عبد الرحيم بوعبيد.
قدرتها على نسج علاقات قوية في قلب حزب القوات الشعبية عبر ذراعه النسائي، مهد لها الطريق لدخول الدائرة الضيقة لنساء اللائحة الوطنية للحزب، وضمنت بالتالي مقعدا مريحا في قبة البرلمان، الذي كان هو الآخر سبيلها لظهور إعلامي متكرر، جعلها أحد أكثر الأسماء الاتحادية تداولا.. والاكثر ترشيحا للاستوزار في حكومة العثماني بعدما عفى حزب المصباح عن الاتحاد الاشتراكي وقبل به شريكا بقرار سيادي كما عبر العثماني في احد اجتماعات امانة المصباح.
عرفت البرلمانية حسناء أبو زيد بنشاط منقطع النظير داخل المؤسسة البرلمانية اذ انتخبت رئيسة لجنة القطاعات الاجتماعية إلى حدود العام 2014، والنائبة الثالثة لرئيس لجنة مراقبة المالية العامة، وعضوية لجنة المساواة وتكافؤ الفرص بمجلس النواب، إضافة إلى شغلها لصفة مستشارة بمكتب شبكة برلمانية ضد عقوبة الإعدام.
عرفت البرلمانية بمواقفها في العديد من القضايا التي سكت عنها العديد من زملائها سواء داخل الحزب او البرلمان والتي زادت من شعبيتها من طرف العديد من المتتبعيين
لكن اليوم تعاني حسناء من قصف متتالي من طرف تيارات وصفت بالمقربة من ادريس لشكر لمنعها من تضمين اسمها من المرشحيين للاستوزار داخل تشكيلة حكومة العثماني وهلي التي أبانت عن علو كعبها داخل البرلمان وصلابة مواقفها سواء داخل عمل اللجان او على مستوى الدبلوماسية البرلمانية
الامر جعل العديد من رواد مواقع التواصل تتفاعل مع هذه الهجمة عبر هاشتاغ # كلنا حسناء أبو زيد# خصوصا حسابات عدد كبير من الاتحاديين على موقع التواصل الاجتماعي
اذ عبر العديد عن سخطهم واعتراضهم على الطريقة التي تم التعامل بها معها من طرف قيادات من المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التي سعت إلى تشويه سمعتها على بعض “المواقع الصحفية المجهولة واتهامها بالخيانة بعد الاجتماع العاصف الذي عرفه المكتب السياسي يومه الاثنين ، و شهد تراشق بين حسناء أبو زيد ، وادريس لشكر الكاتب الأول للحزب، وعبد الكريم بنعتيق عضو المكتب السياسي من جهة ثانية