سعيد لمهيني
يبدو أن خطبة صلاة الجمعة الأخيرة التي خصصتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للأسعار والاحتكار لم يكن لها وقع سوى على المواطن البسيط والفقير المعدم بينما كان يتمنى المواطنون أن يكون لها تأثير على أولئك الموجهة إليهم قصدا.
المغلفة قلوبهم بالجشع والطمع، لا يقبلون على المساجد ولا يحضرون صلاة الجمعة، ولا تهمهم الخطب والدعوات الدينية، فالدنيا غلابة والصلة بالله والدين تحصيل حاصل. المهم هو تحصيل الأرباح من جيوب المواطنين الذين تخلت عنهم الحكومة ورمتهم لحلبة الوسطاء يتلقون الصفعات واللكمات الواحدة تلو الاخرى.
يومي السبت والأحد، لم يتأخر محتكروا المواد الأساسية من الخضر والفواكه والممسكون بزمام أثمانها وتوزيعها، في الرد على خطبة الجمعة حيث ارتفعت أسعار البصل والطماطم إلى مستوياتها السابقة ما بين 10 و12 درهم، مستغلين بذلك اقتراب شهر رمضان وحاجة المواطنين لهاتين المادتين الأساسيتين في موائدئهم وأكلاتهم.
حكومة أخنوش منذ مدة أعلنت ان السبب في ارتفاع الأسعار هم الوسطاء والمحتكرون للسلع، ويبدو أن هذا اللوبي غير قابل للترويض ولا لتفعيل القانون، فالممارسات التي يقوم بها اقوى من الحملات التي سبق وقام بها رجال الداخلية، وهيمنته على السوق الوطنية تتجاوز الوزارات المعنية التي لم يتبق لها سوى اتهام البرد والحر والمد والجزر بالمسؤولية عن معاناة المواطنين مع ارتفاع الأسعار.
الوعظ والتحسيس بخطورة الافعال التي يقوم بها الوسطاء والمحتكرون يجب أن تغادر محراب المسجد وصلاة الجمعة، وتنتقل مباشرة للضيعات الفلاحية حيث تبدأ العملية الاولى للاحتكار وصولا لأسواق الجملة معقل المرحلة الختامية للوساطة.
والسلطات المحلية مدعوة إلى الاستمرار في حملات ضبط الأسعار وليس الإعلان عنها، أما الحكومة التي تخلت عن الشعب فلا شيء مرجو منها في هذه الساعة ولا في المستقبل.
