محمد الشمسي
تسير رياح كورونا عكس ما تشتهيه سفينة أمزازي، كورونا العتيد “فش روايض للوزير العنيد” وجعله يتوارى عن الأنظار ويكتفي ببلاغات وبيانات مثل هارب من العدالة، كما صفع الفيروس رئيس الحكومة الذي روى في حديث صحيح أن الدخول المدرسي الوهمي كان ناجحا…لكن العثماني “مبقا يدي عليه تا واحد”، لأن الشعب تيقن أن العثماني يعيش “أزمة مفاهيم”، و”أزمة تايمينغ”، فهو مثلا يضحك في وقت يعيش فيه البلد نكبة حقيقية، وهو يعتبر فترة رئاسته للحكومة نجاحا، ولا ندري “شكون نجح، واش العثماني أو الحكومة؟”.
قد”يطلع أمزازي لجبل” ويغامر في هزم الجائحة عن بعد لأنه “ممفاكش مع كورونا” سلاحه في ذلك ليس لقاحا بل “وجها قاسحا”، فهو مصمم على أن يحقق الحياة والوجود لدخوله المدرسي الميت “صَحة”، ولا يكفيه تحويله للأطر التربوية والإدارية إلى “عمال تعقيم” و”ضباط الصف والتباعد” في ساحات المدارس، وتركهم عزلا يبحثون عن المعقمات أكثر من بحثهم عن الطباشر، بل سينتظر ذات منتصف ليل والناس نيام، ليفرض للتعليم عن بعد امتحانات يضع لها تشريعا وتصورا ويحدد لها مكانا وزمانا وسلم تنقيط.
وكلنا نعرف “أمزازي علاش كاد”، أليس هو من قال لنا نهاية غشت صوتا وصورة في التلفزة وبابتسامة عريضة أن “الدراري غادين يدخلو للمدارس وعلى حسابي وطز في كورونا”، وطبعا مادامت علاقة الحكومة بالشعب مثل علاقة ” الميت بغسَّالو”، فلن يكون أمام الشعب سوى الرضوخ لنزوة حكومة فضحها فيروس، وقد يعلن أمزازي نجاح الجميع في “موسم الكذب على النجاح”، أو يسعى من باب التمويه العسكري”كامونفلاج” إلى طلي موسمه بصباغة مصداقية مغشوشة فينجح البعض ويرسب البعض، وبعد إسدال الستار على مسرحية أمزازي الهزلية، يصبح من حق كل أب أو أم أو ولي أمر تلميذ أو تلميذة أن يرفع دعوى أمام المحكمة الإدارية مفادها أن وجود نمطين من تعليمين متباينين، ووجود اختلاف بيِّن في قلب كل نمط، وأن التعليم عن بعد ليس له سند قانوني في ميثاق التربية والتكوين، وهو ينافي الدستور والقانون من حيث مسه بمبدأ تكافؤ الفرص ومساواة الجميع أمام القانون في الحقوق والواجبات، وأن التعليم بالتناوب لم يسمح بتحصيل كل البرنامج التعليمي المقرر،
إضافة إلى أجوائه المشحونة بالخوف والترقب مما ينافي الطمأنينة والسلام اللازمين لتحقيق الفعل التربوي والتعليمي، ويلتمس من المحكمة القول بإلغاء نتائج “امتحانات كورونا”… حينها ستستجيب المحكمة الإدارية لدعوى كل ذي صفة ومصلحة سواء أعلنت الوزارة ابنه أو ابنته من الناجحين أو من المتعثرين، فالناجح سيشكك في شرعية نجاحه، والراسب سيدافع عن حقوقه وحظوظه، سيكون هناك إعلان سنة دراسية بيضاء وباسم جلالة الملك وطبقا للقانون، فتصدُق رواية أن الحكومة جعلت من الآباء والأمهات “حمير الناعورة”، “باش تدور” ناعورة المدارس الخاصة المكتبات والمطبعات وكل أثرياء الفيروسات والكوراث.
من يقول أن كورونا وباء عالمي ويوصينا صبرا، نجيبه أن الاستثناء المغربي هو أن المواطن هنا “ماحيلتو لكورونا ما حيلتو للحكومة”.