سناء الجدني – الرباط
ليست هذه المرة الأولى التي ينخرط فيها القطاع البنكي في المشاريع المهيكلة والاستراتيجية للمملكة، لكننا في هذه اللحظة أمام محطة مفصلية. فمن خلال الرؤية الملكية المتبصرة في تدبير جائحة “كورونا”، والتي جعلت المغرب يتفوق على دول كبرى على عدد من المستويات، تتوج اليوم الرؤية الملكية بمشروع ضخم لإنتاج اللقاحات.
هذا المشروع يكشف التدبير الاستراتيجي للمؤسسة الملكية، والنظرة بعيدة المدى في التصدير لمختلف المخاطر والتهديدات. فمن خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، يفتح هذا المشروع أبواب التعاون على نطاق واسع، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن.
ويروم المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط. وسيعبئ المشروع استثمارا إجماليا قدره 500 مليون دولار.
لكن كيف سيتم توفير التمويلات اللازمة، التي تتجاوز 4.5 مليار درهم. الجواب نجده في مذكرة التفاهم حول إعداد قدرات تصنيع اللقاحات بالمملكة المغربية بين الدولة المغربية وشركة “ريسيفارم”، والتي تم توقيعها من طرف وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، ورئيس المجلس الإداري لصندوق محمد السادس للاستثمار ، محمد بنشعبون، – والرئيس المدير العام لشركة (ريسيفارم)، مارك فانك، إلى جانب ممثل المجموعة المهنية لبنوك المغرب، عثمان بن جلون.
وفي نفس السياق، وجب الانتباه أيضا إلى أن حضور ممثلي بعض المؤسسات البنكية لم يكن اعتباطيا، بل يؤكد انخراط هذه المؤسسات في هذا المشروع الضخم. فقد حضر حفل التوقيع على الاتفاقيات الرئيس المدير العام للتجاري وفا بنك)، محمد كتاني، والرئيس المدير العام للبنك الشعبي محمد كريم منير.