بعد أزيد من 40 سنة في خدمة البلاد، سلم الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي، مفاتيح إحدى المؤسسات العسكرية والأمنية الاستراتيجية في البلاد للجنرال محمد هرمو، صاحب التجربة الطويلة على رأس جهاز فيالق الشرف، في خطوة يقرؤها خبراء المجال برغبة المؤسسة الملكية في إحداث عمليات تغيير واسعة تستهدف ضخ دماء جديدة داخل مختلف الأجهزة الحساسة في البلاد.
يوصف بنسليمان بالرجل القوي داخل المؤسسة العسكرية. كيف لا، وهو الذي عايش ثلاثة ملوك، ودبر مجموعة من الملفات الحساسة منذ أن كان قائدا لقوات التدخل السريع. ولأنه رجل قوي، وصاحب خبرة طويلة في المجال العسكري والأمني، فلم تستطع مختلف “الألغام” التي صادفها في طريقه أن تقف حجر عثرة أمام استمراره في الترقي إلى أن أًصبح قائدا للدرك الملكي منذ سبعينيات القرن الماضي.
عرف بنسليمان بجمعه بين التدبير العسكري-الأمني وشغفه بكرة القدم. ترك بنسليمان منصبه، لكنه حمل معه علبة أسرار من تاريخ المغرب الحديث. أسرار تشمل ملفات حساسة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، الذي وضع ثقته في الرجل، وتم تجديدها في عهد الملك الحالي محمد السادس.
ازداد بنسليمان سنة 1935 بمدينة الجديدة، ليتابع مساره الدراسي إلى أن تخرج ضمن فوج محمد الخامس للقوات المسلحة الملكية. وفي 1958، حظي الرجل بثقة فريق الجيش الملكي حيث أصبح حارس مرمى الفريق ليتم تعيينه رئيسا منتدبا له، خبرة بنسليمان في هذا المجال جعلته يتدرج بسرعة في مناصب المسؤولية، ليتم تعيينه مندوبا ساميا للشبيبة والرياضة.
لكن السنة التي ستشهد منعطفا حاسما في مسار بنسليمان كانت 1965 عندما تم تعيينه قائدا لوحدات التدخل السريع، وبعدها بسنتين نائبا للمدير العام للأمن الوطني قبل أن يتولى مهام عامل كل من أقاليم طنجة والقنيطرة ومكناس. وفي أعقاب الانقلاب الفاشل ضد الملك الراحل الحسن الثاني تمت ترقيته إلى رتبة قائد للدرك الملكي، وهو المنصب الذي تركه اليوم ليعوضه الجنرال دو ديفيزون محمد هرمو.
وسبق للجنرال حسني بنسليمان أن لعب بصفوف نادي الجيش الملكي المغربي لكرة القدم وهو كحارس إلى جانب مهامه العسكرية بحيث فاز معه بلقب كأس العرش سنة 1959ولقب الدوري المغربي لكرة القدم القسم الثاني سنة 1959 ولقب كأس السوبر المغربي لنفس السنة، ثم صعد معه إلى القسم الأول من الدوري المغربي ليفوز معه بلقب الدوري المغربي لكرة القدم 1960-1961 ولقب كأس السوبر المغربي لنفس السنة، ليترك بعدها مهامه كحارس مرمى للنادي ليكمل مزاولة مهامه العسكرية كما تولى رئاسة النادي العسكري.
وفي سنة 1994، تم تعيين بنسليمان رئيسا للجنة المؤقتة المسيرة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وفي عام 1996 تم انتخابه، وأعيد انتخابه منذئذ بالتزكية رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.