تعدّ إلهام غريدا، الشابة ذات الوجه الملائكي، من بين النساء اللواتي آثرن ممارسة إحدى المهن المحفوفة بالمخاطر، متمثلة في شرطة مرافقة كبار الشخصيات.
وتمكنت هذه “الشابة الخارقة”، ذات الـ27 ربيعا، من فرض نفسها في وسط “ذكوريّ” بفضل عزمها على مواجهة كل الاختبارات وبفضل تحليها بتصميم لا حدود له.
وتعد إلهام غريدا واحدة من عشرين امرأة يبذلن قصارى الجهود يوميا ويرفعن التحدي للقيام بواجبهن في مصلحة الحماية المقربة أو ما يسمى “حماية الشخصيات”، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، التي تضم أزيد من 300 رجل.
وشددت إلهام غريدا على أن النساء في هذه الوحدة “الخاصة”، التي تسهر على حماية كبار الشخصيات، المغربية والأجنبية التي تحلّ بالمغرب في مهمة أو في زيارة خاصة، يؤدّين المهام ذاتَها الموكولة إلى زملائهن من الرجال، وتتم معاملتهن على قدم المساواة دون أي تمييز.
وقالت الشرطية الشابة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة الأبواب المفتوحة الأولى للمديرية العامة للأمن الوطني في الدار البيضاء: “لدينا المهارت ذاتها ونتبع التداريب ذاتها (استعمال السلاح، تقنيات القتال، الدفاع عن النفس) كما نتلقى التكوين تفسَه الذي يتلقاه زملاؤنا الرجال.. ليس هناك إذن مجال لاعتبارنا أقل كفاءة.” وأضافت غريدا، والابتسامة تعلو محياها، أن النساء يضفن لمسة إنسانية على هذه الخدمة، لكونهن يحظين بسهولة بثقة الشخصية المصاحَبة، بفضل القدرة على الإنصات واللطف الذي يتحلين به.
في 2014، بعد تخرجها من المعهد الملكي للشرطة في القنيطرة، التحقت هذه الشابة، الحاصلة أيضا على الإجازة في العلوم الاقتصادية، بمصلحة الحماية المقربة بعد اجتياز بنجاح مختلف اختبارات الانتقاء التي تتضمن، من بين أمور أخرى، الامتحانات الرياضية واستعمال السلاح وتقينات التواصل. وجاء اختيار إلهام غريدو لهذه المصلحة في اليوم نفسه الذي تابعت فيه لأول مرة عناصر الحماية الشخصية وهو يخوضون تدريبات ويقدّمون عروضا، وهي بعدُ في مرحلة التدريب.
في هذا الصدد، قالت إلهام غريدا إن “طبيعة عملهم شدت انتباهي تماما، إلى درجة أنني تأكدت في الحال أن هذا هو العمل الذي أرغب في القيام به حقا”. ومنذئذ بدأت بالنسبة لإلهام مغامرة غير مسبوقة، تتخللها لقاءات إنسانية ومهنية مثيرة ومليئة بالتحديات.
وتابعت غريدا أن “كل مهمة جديدة تشكل بالنسبة إلي رحلة جديدة مثيرة تجعلني متحمسة ومفعمة بالحيوية.” إلا أنها شددت على أنه يتوجب عليها دائما التحلي بسرعة البديهة واليقظة حيال أدق التفاصيل، لتجنب أي طارئ أو حادث.
وعبّرت إلهام غريدا عن اعتزازها بالقيام بهذه المهمة “الخاصة جدا” وبكونها نموذجا يلهم العديد من الشابات لكي يحذين حذوها. وأضافت أنه “على غرارهن، كنت أحلم منذ سن مبكرة بأن أصبح في المستقبل شرطية، وهو ما تأتّى عبر الانضباط والمثابرة والعمل الجاد”.
ولم تخف إلهام، ابنة موظف وربة بيت، مشاعرها لدى الحديث عن الدعم اللامشروط لأبويها، اللذين طالما آمنا بها وباختياراتها. وأشارت، بهذا الخصوص، إلى أنهما لم يشكا أبدا في قدراتها، بل دعماها دائما في اختياراتها وقراراتها، “أنا ممتنة جدا لهما من أجل كل ما قاما به من أجلي”.
وعلى غرار إلهام، نجحت العديد من النساء المغربيات في بلوغ مكانة متميزة داخل سلك الشرطة، من خلال إثبات أنفسهن في كافة المصالح والفرق، وكذا الولوج إلى مختلف الرتب ومناصب المسؤولية.
ولا يمكن إلا التنويه بهذا التوجه، الذي سيعرف تقدما. ويبقى الأمل معقودا على اتباع باقي القطاعات هذا النموذج ومنح المرأة المكانة التي تستحقها، بعيدا عن الصور النمطية عن المرأة المغربية.